بيتوي.. فتاة تايلاندية تروي كيف تركت "المخدرات" وأصبحت "معلمة"
بفضل برنامج أممي
تروي شابة من شمال تايلاند كيف غيرت حياتها وأصبحت "معلمة"، بعد أن أقلعت عن تعاطي المخدرات التي أدمنتها وتركت المدرسة بسببها في سن 15 عاما، وذلك بفضل برنامج يدعمه صندوق الأمم المتحدة للسكان.
تحدثت تشومبونوتشي، المعروفة باسم بيتوي، إلى أخبار الأمم المتحدة عن أهمية أن يغتنم الشباب كل فرصة لتحسين أنفسهم والمساهمة في المجتمع من خلال العمل الهادف.
تقول: "تركت المدرسة في مسقط رأسي، فراي، في سن 15 لأنني فضلت الذهاب إلى النوادي في الليل وتعاطي المخدرات بدلا من الذهاب إلى المدرسة.. تجاهلت نصيحة جدتي بأنني أضيع حياتي وأنني بحاجة إلى التعليم لأنني كنت عنيدة جدا، ولم أكن أعيش مع والدي".
وتضيف: "إذا نظرنا إلى الوراء، أدرك أنه كان وقتا خطيرا للغاية بالنسبة لي، كنت أتناول المهدئات، والأدوية التي تهدئك وتريحك، وأخلطها مع أدوية الصودا والسعال، وغالبا ما أغمي علي مع هذا المزيج.. لقد فعلت هذا بشكل مكثف لمدة عام كامل، أعتبر محظوظة جدا لأنني لم أتعرض للاعتداء الجنسي خلال هذا الوقت، كنت شخصية صاخبة لا يمكن السيطرة عليها، كنت أتحرك في الجزء الخلفي من الدراجات النارية للرجال".
وتابعت: "أدركت بسرعة أنه كان علي كسب المال، لكن كان لدي فرص عمل قليلة جدا، بالفعل حصلت على وظيفة في مصنع أثاث حيث كان دوري هو تلميع أثاث خشب الساج الثقيل جدا، لقد كان عملا يدويا شاقا، في طريقي إلى العمل، كنت أصادف أصدقائي القدامى في طريقهم إلى المدرسة.. كانوا يرتدون زيهم المدرسي وأدركت مدى اختلاف حياتنا".
وتابعت: "بدأت حياتي تتحسن عندما بدأت في حضور الاجتماعات التي تنظمها مجموعة بالانغ جو، التي تنفذ أنشطة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان في تايلاند وريكيت تركز على الشباب الذين تسربوا من المدرسة مثلي، ولكن أيضا على مبادرات أخرى مثيرة للاهتمام تركز على حمل المراهقات واستشارات الصحة الجنسية والإنجابية".
وأضافت: "أصبحت متطوعة منتظمة، ثم عاملة شابة ومعلمة، وأتقاضى أجرا مقابل عملي هذا، لقد أتيحت لي الفرصة للسفر إلى بانكوك عاصمة تايلاند للتدريب مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، وكانت هذه هي المرة الأولى التي أسافر فيها.
الحمل في سن المراهقة
وقلت: "اليوم، كنت جزءا من فريق بالانغ جو Palang Jo الذي زار مدرسة في منطقة ريفية خارج مدينة فراي، حيث كانت هناك زيادة في حالات حمل المراهقات خلال جائحة كوفيد-19 بعد إجبار الطلاب على الدراسة في المنزل.
وأضافت: "عقدنا جلسة مع مجموعة من الفتيان والفتيات الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و13 عاما، وجعلناهم يتحدثون عن تغيرات أجسامهم عندما يصلون إلى سن البلوغ، كما تعلموا عن وسائل منع الحمل، بما في ذلك حبوب منع الحمل، وكذلك الواقي الذكري".
في وقت لاحق من ذلك اليوم، رافقت بالانغ جو إلى محطة دنشاي، حيث "يتجمع الأطفال الأكبر سنا، العديد منهم مثلي تسربوا من المدرسة، وهم أصدقائي، قمنا بتوزيع الواقي الذكري عليهم وأخبرتهم عن خطر حمل المراهقات.. أقنعت أحدهم بالتوقف عن تعاطي المخدرات، لذلك أعتبر ذلك نجاحا وسببا وجيها بالنسبة لي لأكون معلمة".
وقالت: "عمري الآن 23 عاما وأدرس للحصول على درجة البكالوريوس في المشاركة المجتمعية والاجتماعية.. إذا كانت لدي رسالة للأطفال الذين يبلغون من العمر 15 عاما، فستكون البقاء في المدرسة والدراسة، لأنه بدون تعليم من الصعب جدا العثور على وظيفة جيدة، إن تايلاند مجتمع آخذ في الشيخوخة، لذا فإن على جميع الشباب واجب الاستفادة القصوى من الفرص المتاحة لهم".